الأربعاء، 22 مارس 2017

اندماجات متوقعة بقطاع التأمين الإماراتي



اندماجات متوقعة بقطاع التأمين الإماراتي

شركات التأمين تواجه أزمات عديدة نتيجة المنافسة وسياسات حرق الأسعار التي كانت تنتهجها من أجل الحصول على حصص سوقية.

العرب  [نُشر في 2017/03/22، العدد: 10579، ص(10)]

أبوظبي - كشفت مصادر مطلعة أن عدة شركات تأمين إماراتية تدرس خططا للاندماج، بعد نجاح دمج أكبر مصرفين في البلاد هما أبوظبي الوطني والخليج الأول.
وأكدت أن 4 شركات تعمل في مجال وساطة التأمين في الإمارات تدرس حاليا الاندماج في كيان واحد ومظلة قانونية واحدة لمزاولة المهنة. ورجحت إتمام تلك الصفقة بحلول العام المقبل.
وتواجه شركات التأمين الإماراتية أزمات عديدة وسجل معظمها خسائر كبيرة نتيجة المنافسة وسياسات حرق الأسعار التي كانت تنتهجها من أجل الحصول على حصص سوقية في مواجهة الشركات الكبيرة التي تسيطر على السوق.
ولجأت الحكومة مؤخرا إلى السماح للشركات بزيادة أسعار خدماتها لوقف نزيف الخسائر، لكن الزيادة في أسعار التأمين على السيارات كانت موضع جدل كبير.
وتشير إحصائيات رسمية صادرة عن هيئة التأمين إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع التأمين الإماراتي بلغت نحو 10.6 مليار دولار في نهاية عام 2015.
وكالة موديز: سوق التأمين الخليجي سيواصل مواجهة ضغوط ائتمانية في المستقبل القريب
وقدرت أرباح 29 شركة تأمين مقيدة في بورصتي دبي وأبوظبي بنحو 313 مليون دولار في 2016، مقابل خسائر بلغت نحو 32 مليون دولار في 2015. وسجلت إيرادات تلك الشركات ارتفاعا بنسبة 11 بالمئة العام الماضي لتصل إلى 5.3 مليار دولار.
ويرى محللون ماليون أن المنافسة الشديدة في جميع خطوط الأعمـال تمثل أكبر التحديات التي تواجه شركات التأمين الإماراتية. وأكدوا أن الاندماج سيؤدي إلى خفض التكاليف.
ونسبت وكالة الأناضول إلى خبير التأمين مازن حسان قوله إن الاندماج يعد من أفضل السبل المتاحة حاليا لمواجهة التحديات حيث يسهم في إنشاء كيانات تأمينية قوية وضخمة تتمتع بملاءة مالية جيدة قادرة على مواجهة الأزمات.
وأكد أن نجاح اندماج مصرفي أبوظبي الوطني والخليج الأول يمثل نموذجا يحتذى من قبل شركات التأمين في ظل الحديث عن خطط اندماج بين شركات التأمين.
ومن المقرر أن يؤدي اندماج المصرفين إلى إنشاء أكبر كيان مصرفي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأصول إجمالية تصل إلى نحو 175 مليار دولار وشبكة فروع ومكاتب في 19 دولة.
وقال المحلل المالي معتز النعماني إن اندماج شركات التأمين الصغيرة والمتوسطة في الوقـت الحالي يعـد بمثـابة طـوق نجاة بعد تكبدها خسائر فادحة في السنوات الماضية.
اندماج مصرفي أبوظبي الوطني والخليج الأول شكل مثالا يحتذى من قبل شركات التأمين
وأوضح أن هناك حرب أسعار مستمرة بين الشركات في ظل سعيها للاستحواذ على نصيب في سوق التأمين الإماراتية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الشركات الصغيرة، التي لم تعد قادرة على تقديم المزيد من العروض.
وأضاف أن “قطاع التأمين الإماراتي بحاجة ماسة لاتخاذ سياسات حاسمة تساعده على التعافي وأن الاندماجات هي الخيار الأفضل للتغلب على المشاكل المالية وتأسيس كيانات قوية قادرة على المنافسة وتحقيق الأرباح”.
ويرى الخبير الاقتصادي أحمدي عبيدو أن الإمارات تضم عددا كبيرا من شركات التأمين، وهو ما يحتم التوجه نحو عمليات الدمج في ظل الخسائر المالية والمنافسة الشرسة.
وأضاف أن القرارات الحكومية الأخيرة مثل تطبيق المرحلة الأخيرة من التأمين الصحي الإلزامي على حملة الإقامات في دبي وزيادة أسعار التأمين على المركبات ستعزز بشكل كبير من أرباح الشركات، لكن الشركات الصغيرة ستواصل مواجهة تحديات كبيرة.
وأكدت موديز أن أسعار النفط المتدنية تمثل تحديا أمام سوق التأمين الخليجية على المديين القصير والمتوسط، لأنها تبطئ من النمو الاقتصادي وتؤثر على الإنفاق الحكومي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق