الأحد، 19 يونيو 2016

الطباعة ثلاثية الأبعاد في الأردن.. سماح بنكهة الحظر

تخفض الطباعة ثلاثية الأبعاد من كلفة الإنتاج بمقدار هائل






لم يتخيل الشاب الأردني أكرم الحمود، أن عمله وأصدقائه بمجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، سيجعل منهم مساوين لتجار السلاح في السوق السوداء في الأردن، وأن شركتهم التي يسعون إلى إنشائها انتهت قبل أن تولد.
فقد أمضى الحمود وأصدقاؤه بالأردن ما يقارب أربعة شهور في بذل جهود مضنية، لتعلم ما يحتاجونه للخروج بطابعة ثلاثية الأبعاد تعمل على أتم وجه، وكانت مهمته هو في تصميم جسم الطابعة ونظام نقل الحركة الميكانيكي داخلها. وقبل الشتاء الماضي نجحوا في إتمام المهمة، وتشكّل بين أيديهم نموذج تجاري أولي لطابعة ثلاثية الأبعاد تعمل جيداً، لكن نجاحهم هذا لم يدم طويلاً.
ويقول الحمود في مقال كتبه على موقع "حبر" الأردني: "عند انتهائنا من التصميم النهائي لمنتجنا التجاري، طلبنا لوحتي تحكم إلكترونيتين لطابعتين لغايات العرض في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015، كنا على أمل أننا –بصفتنا مصنعين لا مستوردين- سننجو من فخ الحظر غير المعلن، لكن كنا نحضر أنفسنا نفسياً للأسوأ".
ويتابع: "حين وصول لوحات التحكم الإلكتروني إلى مطار الملكة علياء في الأردن مع بداية أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، حجزت من قبل جهاز الأمن العسكري ومنعَ تخليصها، وباءت كل محاولاتنا لتخليص القطع من الحجز بالفشل الذريع".
عندها أيقن الحمود أن شركتهم التي لم تولد بعد أصبحت بحكم "المنتهية"، يقول: "شعرت عندها أن الاستمرار بهذا "الكار" مع الحظر القائم يجعل منا سواء بسواء مع تجار السلاح في السوق السوداء، وأنا رجل لدي عائلة كما يقولون".
ويرى الحمود خلال حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن "الأردن يحتضن نخبة تقنية من الشباب الأردني القادر على مواكبة المستجدات التقنية".
ويضيف أن "الاستثمار في تقنية تعتمد في جزء لا بأس به منها على المصدر المفتوح خيار مثالي.. فضلاً عن حاجة سوق المنطقة العربية لخبرات محلية في هذا المجال".
ويشر إلى مقدرة الأردن على أن يكون "مركزاً ريادياً للتقنية في هذا المجال على مستوى المنطقة".
وعن أثر استخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد يقول الحمود لـ"الخليج أونلاين"، إنها تعمل على "خفض كلفة الإنتاج بمقدار هائل في المراحل الأولى من دورة تصميم أي منتج، وهو ما سينعكس إيجاباً على سوق يعاني أصلاً المنافسة الشرسة من منتجات شرق آسيا، في ظل ارتفاع كلف الإنتاج المرتفعة في الأساس".
ويذكر الحمود أن "هناك فرص عمل كبيرة سيوفرها هذا المجال لأصحاب الكفاءات".
سماح بنكهة الحظر
وفي نهاية أبريل/ نيسان 2016، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، في بيان صحفي، صدور تعليمات السماح باستيراد الطابعات ثلاثية الأبعاد، وعند قراءة الحمود للبيان الصحفي شعر أنه "أخطأ مجدداً باقتراف جريمة الأمل"، على حد وصفه.
فعند رؤيته للتعليمات أدرك أن هذا السماح "بنكهة الحظر، وأن الآمال فعلياً شبه منتهية لقيام نواة تقنية متخصصة أردنياً في هذا المجال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق