الأربعاء، 11 مارس 2015

مقدمة الطبعة الأولي أسرار الكتب المفقودة



مقدمة الطبعة الأولي أسرار الكتب المفقودة

ذكر لي والدي رحمه الله أنه في سنة 1965 عندما اشتد الخلاف بين عبد الناصر والإخوان وأخذ الناس بالشبهة اضطر والدي إلي وضع عدد كبير من كتبه في أجولة ورميها في نهر النيل حتي يتخلص منها ولا يجدها زوار الفجر أثناء تفتيشهم ومعظم هذه الكتب كتب إسلامية لا علاقة لها بتنظيم الإخوان لكن زوار الفجر أيامها كانوا يأخذون الناس بالشبهات
وكان ذلك سببا في فقد العديد من الكتب التي جمعها أبي خلال حياته السابقة علي هذا التاريخ وبقيت في خزانته التي الكتب التي دفنها في الأرض هذه الحادثة تذكرتها عندما لاحث لي فكرت العمل
فكرة الكتاب لاحت لي عند القراءة في كتاب زعماء الإصلاح في العصر الحديث حيث تحدث الأستاذ أحمد أمين عن كتاب مفقود للشيخ محمد عبده عنوانه (علم الاجتماع والعمران) لكن الفكرة تطورت مع الاهتمام والبحث ومع تقدم البحث والتعمق فيه تبلورت الفكرة إلي مشروع كتاب أطلقت عليه أولا فهرست الكتب المفقودة ثم عنونته أسرار الكتب المفقودة وجعلت الفهرست الجزء الثاني من الكتاب وهنا ينبغي أن نعرف أولا كلمة الفهرست ولماذا اخترتها ؟
فِهْرِسْت :- 
وفهْرِس جمعها فَهارِسُ : ؛ ثَبَتٌ بمحتويات الكتاب ومراجعة ما ورد فيه من أسماء الأعلام وغيره مرتّب على نحوٍ معيَّن .
واخترتها تيمنا بفهرست ابن النديم الشهير
عود علي بدء
بتعريف الكتب المفقودة وما يدخل في هذا التعريف
الكتب المفقودة : هي الكتب التي فقدت ولم يعثر لها علي أثر أو يعرف عنها أي معلومات سوي من طريق كتاب آخر ظهر  في عصرها أو بعد ذلك والفقد لا يعني أنها غير موجودة بل يعني أنها حسب ما لدينا من معلومات متاحة في زماننا واحتمال ظهور نسخ منها فيما بعد وارد لأسباب منها الاكتشافات العلمية لمكتبات قديمة أو اكتشاف خزانة كتب هنا أو هناك أو تجميع أجزاء الكتاب المفقود من مصادر أخري
ونتوسع في تناول الأنماط المختلفة من فقدان الكتب وصولاً إلى تلك التي تسجن نسخها المحدودة في أماكن مظلمة، وحتى تلك التي لم تكتب.قط أو كانت مشاريع لم تكتمل
وستكون خطة أسرار الكتب المفقودة كالتالي :
أولا :الحديث عن الكتب المفقودة من خلال الكتب القديمة والحديثة التي اهتمت بهذا الموضوع مثل كتاب لوسيان بولاسترون"كتب تحترق"حيث يقوم الباحث بجردة تاريخية للمكتبات العامة والخاصة التي كانت عرضة للإتلاف أو الحرق، بدءاً من المكتبة المسمارية الأولى في بلاد ما بين الرافدين، وصولاً إلى مكتبة الكونغرس الأميركية. 
وكذلك مانشر علي المواقع وما جاء في المقالات عن الكتب المفقودة مثل موقع ملتقي أهل الحديث ومقال سهي محمد في قافلة أرامكو وغيرها والببليوجرافيات كمصدر للمعلومات
وقوائم بأقدم المكتبات العالمية وأشهرها والمكتبات العربية وفصل خاص عن المكتبة الشخصية وفصل عن برامج إذاعية عن الكتب والمكتبات مثل زيارة لمكتبة فلان لنادية صالح
ثانيا:عمل فهرست بالكتب المفقودة التي ذكرت أثناء البحث في الموضوع وهذا الفهرست طبعا لا يشمل كل الكتب المفقودة فإحصاؤها عمل شاق ويكاد يكون ممتنع ممتنع إنما هو نموذج يحتذي به ويستكمل من بعدي
 وتم ضم فهارس أخري إلي ماجمعته مثل فهرس عبد الله الطيب وفهرس حكمت بن بشير وتراث ابن حزم وغيرها
وقيمة هذا العمل في رأيي أنه يدلنا علي وجود كتب في مجالات مجالات متعددة لها أهميتها وقد نقل عنها وهذا الأمر يشجع المختصين على البحث عنها لقيمتها العلمية والتاريخية وفائدة أيضا كما يقول الأستاذ إحسان عباس أن الكتب المفقودة في التاريخ إذا عثر عليها قدر تغيير معلومات كثيرة مما نعرفه عن التاريخ وفهمنا لأحداث التاريخ وللشخصيات التاريخية


وبعد فهذا جهدي المتواضع بين يديك أيها القارئ الكريم فإن وجدت فيه خطأ أو تقصيرفلا تتوان عن إخباري حتي أصححه في الطبعات القادمة إن شاء الله لأن الكتاب هو تفاعل مشترك بين الكاتب والقارئ والكاتب يستلهم أفكاره من خبراته ومشاهداته وقراءته وأيضا من ملاحظات ونقد وتعليقات القراء الكرام ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق