بقلم تاج الخياط المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سيتركس
في الوقت الذي أصبح مجال أمن المعلومات أكثر تعقيداً فإن كل أسبوع يحمل لنا أخباراً وآمالاً جديدة تتمثل في التطورات التي تشهدها أبحاث تعلم الآلة والذكاء الإصطناعي وفي دولة الإمارات العربية المتحدة فإن مثل هذه التقنيات تحظى بالثقة أكثر من أي مكان آخر في العالم، وهو ما يتجلى في تعيين عمر بن سلطان العلماء كأول وزير دولة للذكاء الإصطناعي على مستوى العالم، وتأتي هذه الخطوة من جانب الإمارات في الوقت الذي تتطلع الدولة إلى تعزيز أداء كافة قطاعاتها الحكومية، بما في ذلك النقل والرعاية الصحية والفضاء والطاقة المتجددة والتعليم.
لا شك أن التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال هو ثمرة لجهود حثيثة يبذلها الخبراء والمتخصصون في تطوير خوارزميات ذكية بوسائل ذاتية العمل، إلا أن الخطر الذي يكتنف هذه التقنيات الجديدة هو أنه في الوقت الذي قد تنطوي عليه اليوم من ميزات، فإنها يمكن أن تصبح وسيلة يستخدمها المجرمون يوماً ما في المستقبل لتنفيذ مآربهم المدمّرة، لذا فإننا نجد أنفسنا أمام تحدٍ كبير يهدد أنظمة الجيل المقبل لأمن المعلومات، فكيف السبيل إلى تحقيق التوازن السليم لجني ثمار الذكاء الاصطناعي والتهديدات المتوقعة نتيجة استخدامه؟
بكل تأكيد هي مسألة وقت قبل أن نشهد هذه تهديدات الذكاء الإصطناعي سواء كانت عبر هجمات التصيد الإلكتروني من خلال هجمات الرسائل التطفلية التلقائية الموجّهة نحو هدف محدّد، أو الأجهزة المصابة ذاتية الانتشار التي تقوم ببرمجة نفسها بنفسها أو ما يطلق عليه الطفيليات السيبرانية القادرة على شن هجمات ذاتياً دون تدخل بشري، أو البرمجيات الخبيثة متعددة الأشكال والتي لديها القدرة على الانتشار بشكل مستمر أثناء الهجمات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق