المال ـ خاص
رصد العاملون بسوق الوساطة التأمينية عددًا من الآثار السلبية التى ستطال وسيط التأمين الحر فى ظل التطور التكنولوجى والتسويق الرقمى لمنتجات التأمين، خاصة بعد سماح هيئة الرقابة المالية بعمل مواقع تسويق إليكترونية لشركات التأمين والوساطة التأمينية.
وتركز أبرز التحديات التى خلفها التسويق الإلكترونى فى التخوف من تراجع نسب عمولات التأمين للوسيط الفرد حال تراجع إنتاجه لصالح التسويق الرقمى، بالإضافة إلى إمكانية وجود فروق فى تسعير المنتج المسوق مباشرة عن نظيره المسوق إلكترونيآ، فضلآ عن تراجع الوعى التأمينى الذى كان يقوم به الوسيط فى التحامه بشكل مباشر مع عميله.
وقال محمد الغطريفى، الوسيط التأمينى، إن هناك عدة تحديات تواجه الوسيط مع تطور التكنولوجيا الحديثة وخاصة بالنسبة للوسيط الفردى والذى حرمته الهيئة من إنشاء موقع إلكترونى وبيع الوثائق إلكترونيًّا لصالح شركات التأمين مثل وثيقة المسئولية المدنية الناشئة عن حوادث مركبات النقل السريع «الإجبارى» وكذلك وثيقة تأمينات السفر والتأمين متناهى الصغر، فضلا عن تأمينات الحياة المؤقت.
وأضاف الغطريفى أن الهيئة سمحت لشركات الوساطة بتأسيس المواقع الالكترونية والاصدار الالكترونى لبعض الوثائق وهو ما يسمح بمواكبة التطورات الحديثة فى عصر التسويق الرقمى مع وجود ملايين المواطنين الذين يستخدمون خدمات الإنترنت يوميًا عبر هواتفهم الجوالة وأجهزة الحاسب الآلى.
وطالب الغطريفى هيئة الرقابة المالية بالسماح للوسطاء الأفراد باقتحام نشاط التسويق الإلكترونى، وذلك عبر تصنيف الوسطاء وفقا لحجم أعمالهم لافتا إلى وجود وسطاء أفراد لديهم حجم أعمال يفوق حجم أعمال بعض شركات الوساطة لذا لابد من تصنيف جديد للوسطاء وفقا لحجم محفظتهم من الأقساط .
وأبدى تخوفه من انتهاء دور الوسيط فى المستقبل مع اتجاه العديد من شركات التأمين فى نشاطى الحياة والممتلكات للتسويق الرقمى عبر المواقع الالكترونية وتطبيقات الهاتف الجوال، إذ يتم التسويق والبيع المباشر من خلال تلك القنوات ومع زيادة عدد الوثائق التى تسمح الهيئة للشركات باصدارها الكترونيا فإن ذلك يهدد دور الوسيط الذى يتعامل مباشرة مع العملاء وكذلك سيؤثر على عمولات الوسطاء إذ إن الشركات تتجه للتسويق الرقمى لترشيد تكلفة التسويق والتحصيل.
واعتبر أن انتشار التسويق الرقمى قد يستغرق وقتا طويلا لاعتماده على الثقافة التكنولوجية وخبرة العملاء فى الشراء عبر الانترنت باستخدام بطاقات الائتمان، مطالبا الوسطاء بتطوير مهاراتهم وخبراتهم لمواكبة تلك المتغيرات الحديثة وخلق فرص للنمو فى حجم أعمالهم وجذب شرائح جديدة من العملاء وتنويع أساليب البيع.
وقال إيهاب خضر، صاحب مكتب «E-KEBRO» للوساطة التأمينية، إن تطور التكنولوجيا من وقت لآخر يشكل تحديا كبيرا وصفه بالقاسى على وسيط التأمين الحر أكثر من شركات الوساطة ومنتجى شركات التأمين.
وأضاف أن الوسيط أصبح يبذل مزيدا من الجهد فى شرح التفاصيل للعميل وفروق التغطيات التأمينية من منتج لآخر وشركة لأخرى بسبب ما يقرأه العميل على صفحات التواصل الاجتماعى أو صفحات الشركات للدعاية لمنتجاتها.
ولفت خضر إلى ان الأمر يزداد صعوبة خاصة مع سماح الرقيب بعمل صفحات تسويق إلكترونى لشركات التأمين والوساطة وإمكانية التواصل مع العملاء على صفحات التواصل من خلال المحتوى التأمينى الموجود بها.
وأكد أن التحدى يكون فى وجود بعض السماسرة أو المنتجين الذين يقومون بترويج منتجات معينة بأسعار زهيدة تشتمل على تغطيات تأمينية لا تلبى احتياجات العميل بالكامل إلا أنها رغم ذلك ساهمت فى ترويج هذه التغطيات لكن مع الإضرار بالعميل الذى يهتم بضألة السعر دون النظر لمستوى الخدمة الصادم الذى سيتلقاه حال وقوع الحادث.
وأكد أن الآثار السلبية لم تظهر بالشكل المقلق للوسيط حتى الآن وذلك نظرأ لأن غالبية العملاء ليست لديهم الخبرة الكافية فى التسوق عبر الإنترنت والحصول على وثيقة تأمين أون لاين، لافتآ إلى تخوفه فى الم ستقبل من تطور التعامل بالتكنولوجيا وتأثير ذلك على الوسيط والعمولات التى يتقاضاها.
وأوضح أن الأثر السلبى لشركات الوساطة أقل خاصة أن الرقيب سمح لها بعمل موقع إلكترونى يستطيع من خلاله تسويق المنتجات التأمينية، ما يتطلب الالتحام بالعملاء مباشرة والتواصل معهم بكل الطرق ما يحسن أداءها ونتائج أعمالها.
وأشار إلى أن كل تطور يطرأ على السوق يكون فى صالحه بشكل عام لكنه يزيد من التحديات على أحد الأطراف باعتبار أن لكل تطور أو تغيير تكلفته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق