الجمعة، 9 فبراير 2018

قصة نجاح: أنيتا روديك تحافظ على البيئة وتفتتح 700 فرعاً




أنيتا روديك من أبوين إيطاليين وتقيم في إنجلترا. بعد أن افتتحت مطعمًا وفندقًا وسافرت إلى الولايات المتحدة، عادت إلى إنجلترا بلدها الأصلي؛ لكي تستثمر فيه. تمكنت من الحصول على قرض من البنك بقيمة 6500 دولار أميركي مقابل رهان على فندقها الصغير، وافتتحت بعدها محلاً لبيع مستحضرات التجميل المصنوعة من المواد العضوية، وما ساعدها في ذلك الوقت هو انطلاق حملة توعوية في كل أوروبا تدعو إلى الابتعاد عن المواد الصناعية والعودة إلى الطبيعة والمواد العضوية، وساعدتها أيضًا سياسة إعادة تدوير الأشياء لاستخدامها مرة أخرى ليس بغرض الحفاظ على البيئة. وكان للون الأخضر الذي صبغت به جدران محلها تأثير في نجاحها في زيادة عدد الزبائن لمحلها. وبعد افتتاح فروع لها، ذاع صيتها وانتشرت محلاتها في أوروبا. وفي غضون أعوام قليلة، أصبح للشركة 700 فرع حول العالم، بل أصبحت ثاني أفضل علامة تجارية في كل إنجلترا، وتسلمت أنيتا روديك الكثير من الجوائز القيمة والتكريمات، كان منها تكريم بلقب ملكي بريطاني يُمنح للناجحين المميزين في إنجلترا.
أنيتا لوسيا روديك (بالإنجليزية: Anita Lucia Roddick) (م: 23 أكتوبر 1942-ت: 10 سبتمبر 2007) سيدة أعمال بريطانية، ناشطة في مجال حقوق الإنسان والبيئة، أسّست علامة «ذي بودي شوب» (بالإنجليزية: The Body Shop).
ولدت أنيتا لوسيا بيريلي (بالإنجليزية: Anita Lucia Perilli) في عام 1942م كإبنة ثالثة من أربعة لأبوين إيطاليين هاجرا إلى ليتل هامبتون في إنجلترا. كانت أمها ككثيرات من السيدات الإيطاليات المكافحات، تدير مقهى صغيراً. عملت أنيتا بعد أوقات الدراسة في القهوة التي تملكها أمها، وبسبب ظروف الحرب العالمية، تعلمت أنيتا من أمها عدم التخلص من أي شيء يمكن إعادة استخدامه، لكن أبويها تطلقا وسنها ثمانية، وسرعان ما تزوجت الأم بآخر مات بعدها بعامين. قرأت أنيتا في سن العاشرة كتاباً -مدعومًا بصور مقبضة- يتحدث عن مزاعم إبادة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، ما ملأها حماسة وثورة للدفاع عن المضطهدين وبعدما أكملت أنيتا الصغيرة دراستها الابتدائية والثانوية التحقت بكلية باث للتعليم العالي ـ التي صارت اليوم جامعة باث سبا ـ وتخرجت فيها بشهادة في التربية والتعليم بعدما أتمت دراسة اللغة الإنجليزية والتاريخ
في هذه الأثناء فكرت أنيتا بعمل يدر عليها دخلاً ولا يشغلها عن متابعة وتربية بناتها لكنها أصرت على عمل لا يشغلها عن رعاية بناتها. لذا قررت في عام 1976 وعُمرها 33 سنة افتتاح محل لبيع مواد التجميل الطبيعية، ولأنها شبه مُعدمة قررت صنع مواد التجميل هذه من أي خامة سبق وخزنتها في جراجها، والتي جمعتها خلال أسفارها الكثيرة، وهي غالباً ما كانت مواد استعملتها النسوة -اللاتي قابلتهن في أسفارها – في شعائرهن القبلية للتطهر والتزين. جاء موقع المحل الأول في مدينة برايتون بجانب دار جنازات، وكان عدد أصناف البضاعة المعروضة للبيع وقتها 15 صنفاً، ومولت أنيتا ثمن هذه المغامرة التجارية برهنها لفندقها الصغير مقابل قرض قدره 6500 دولار
لعبت الأقدار لعبتها وحبكت الظروف حيلتها، ففي الوقت الذي كانت أنيتا فيه تروج لموادها الطبيعية، كانت دول أوروبا تشهد صحوة اجتماعية تدعو لترك الصناعي والعودة للطبيعي، وحين قررت أنيتا طلاء جدران محلها -لتغطي شكله الخارجي البالي- باللون الأخضر التي لم تكن تملك لونًا غيره، كان اللون الأخضر هو اللون الرسمي الذي اختارته هذه الحركة الصحوية للعودة لكل ما هو طبيعي. حين قررت أنيتا إعادة استخدام علب بلاستيكية مستعملة، قررت ذلك لضغط تكاليفها في البداية، ولم تكن نيتها إعادة التدوير لحماية البيئة
بدأت شهرتها تذيع، وبدأ الناس يعرفون «ذا بودي شوب» في كل مكان، فقررت أن توسع نشاطها وإفتتاح محلها الثاني، لكن البنك رفض طلبها قرضًا بقيمة 8000 دولار، ولذا راسلت زوجها تطلب إذنه في بيع نصف شركتها لصاحب محطة إعادة تمويل الوقود مقابل تمويل تكاليف المحل الثاني، لكنها قررت المضي في هذا الأمر قبل أن تصلها رسالة زوجها برفض هذه الفكرة. قبل مرور عشرة أشهر كانت أنيتا قد افتتحت محلها الثاني في مدنية شيستر، وحينها عاد زوجها من السفر في عام 1977 وقرر مشاركتها إدارة مشروعها.
في 17 من شهر مارس (2006) اشترت مجموعة لوريال شركة The Body Shop، بمبلغ 652.3 مليون جنيه إسترليني، مما أثار الكثير من الجدل، إذ أن لوريال مملوكة جزئيًا لشركة نستله، والتي كانت عرضة لحملة مقاطعة بسبب نوعية ألبان أطفال باعتها لأطفال دول العالم الثالث، ما يمثل تعارضًا مع ما قامت عليه The Body Shop
توفيت أنيتا روديك يوم 10 سبتمبر 2007 مستشفى سانت ريتشارد، شيشستر ، إنجلترا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق