أدوية السرطان والتأمين الصحي صراع بلا رحمة
كتبه د.صديق الحكيم خبير الرعاية الصحية والتأمين الطبي
في صراع
البزنس العالمي بين شركات الأدوية وشركات التأمين الصحي لا مكان للرحمة والإنسانية
قبل أيام قرأت تصريح صدمتني فيه أرقامه حيث تقول الدكتورة مارغريت تشان المديرة
العامة لمنظمة الصحة العالمية في الكلمة الرئيسية في الاجتماع الوزاري
المعني بالتغطية الصحية الشاملة: التحدي الماثل بعد عام 2015، سنغافورة، 10 شباط/فبراير
2015
إن ارتفاع الأمراض
غير السارية (غير المعدية) يضيف الكثير إلى
تكاليف الرعاية الصحية. فتكاليف رعاية مرضى السرطان، على سبيل المثال، أصبحت تتجاوز
قدرة حتى أغنى دول العالم. وفي عام 2012، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على
12 دواءً لأنواع السرطان المختلفة. ومن بين هذه الأدوية التي يبلغ عددها 12 دواء، تم
تسعير 11 دواءً منها بأسعار تتجاوز 100،000 دولار لكل مريض سنويا. فكم دولة يمكنها
تحمل هذه التكلفة؟
واليوم قرأت في موقع
صحيفة الوفد المصرية عنوان صادم آخر متعلق بهذا الموضوع
الدفع
المقدم شرط لعلاج اللوكيميا الحديث في نظام التأمين الصحي الأمريكي
وتحت هذا العنوان جاءت التفاصيل التي تكشف الوجه القبيح للتجارة بحياة الإنسان وتضغط عليه في أضعف أوقاته في حالة مرضه وفي أشد أنواع المرض ضراوة وهو السرطان
تقول التفاصيل وافق يكوت جوتليب، مدير
هيئة العقاقير والأغذية الأمريكية، على طلب أصحاب الشركات المنتجة للعلاج الجيني
الأحدث لسرطان الدم "لوكيميا الدم الحادة"، بإلزام المريض بسداد قيمة
العلاج مقدماً على نفقته الخاصة، للحصول عليه من قبل نظام التأمين الصحي في الولايات
المتحدة، وذلك نظراً لارتفاع سعر عقار "كيمريا" المعالج إلى 475 ألف
دولار، ونحو 373 ألف دولار لعقار "بسكارت"، على أن تتحمل الشركة المنتجة
دفع تعويض للمريض في حال ظهور أية أعراض جانبية لهذه العقاقير.
كانت هيئة العقاقير الطبية الأمريكية
قد أعطت مؤخراً الضوء الأخضر لتسويق عقاري كيمريا، بسكارت، حيث يعملان على تعديل
الحمض النووي للمريض ليتمكن من مقاومة الخلايا السرطانية عبر توفير نسخة معدلة
بدلاً من الجين التالف.
وخلاصة المقال أن من يملك المال هو من
تكون لديه فرصة للنجاة من الموت المحقق بالمرض الخبيث ومن لا يملك عليه أن يواجه
مصيره وحده بشجاعة فلن يتدخل أحد لمساعدته هذا ما يحدث في الولايات المتحدة وذلك
راجع في رأيي إلى تراجع دور الدولة في ظل جشع شركات الأدوية وشركات التأمين الصحي
فأصبحت حياة الإنسان بلا ثمن في صراع البزنس العالمي بين شركات الأدوية وشركات
التأمين ولا مكان للرحمة والإنسانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق