السبت، 15 أبريل 2017

في كل مرة تتغول فيها السياسة على الشريعة تعلو الشريعة




نتيجة بحث الصور عن محنة الإمام


في كل مرة تتغول فيها السياسة على الشريعة تعلو الشريعة وفي التاريخ بر يميني
**************
 يروي لنا التاريخ أن المأمون وهو أحد خلفاء بني العباس، وهو أحد أبناء الخليفة هارون الرشيد رحمه الله تعالى، تولى المأمون الخلافة سنة 198 من الهجرة، وبعد توليه الخلافة استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القول بخلق القرآن، ونفي الصفات عن الله سبحانه، وكان الخلفاء قبله من بني العباس وبني أمية على عقيدة سلف الأمة، وأما هو فقد مال إلى ما زينه له المعتزلة، واتفق ذلك مع خروجه إلى طرسوس لغزو الروم، فكتب إلى نائبه ببغداد يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن، ففعل، واستدعى أئمة الحديث وهددهم بالضرب وقطع الأرزاق، فأجاب بعضهم مكرهاً، واستمر على الامتناع من القول بخلق القرآن الإمام أحمد بن حنبل ، ومحمد بن نوح رحمهما الله، فحملا إلى الخليفة على بعير، وكان الخليفة قد سل سيفاً لم يسل قبل ذلك، وأقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لم يجبه أحمد إلى القول بخلق القرآن ليقتلنه بذلك السيف، فدعا الإمام أحمد ربه أن يكفيه مؤنته، فمات في آخر تلك الليلة التي دعا فيها أحمد قبل أن يصل إليه.
 وتولى الخلافة بعده أخوه المعتصم، وقال بقول أخيه من قبل، فأمر بضرب الإمام أحمد وسجنه، وأحضره في مجلسه ليناظر أهل البدع فناظرهم -رحمه الله- وألجمهم بحججه، ولكن مضى بهم العناد فأصروا على ما هم عليه، واستمرت المحنة إلى أن تولى الخلافة المتوكل، فقد كان محباً للسنة وأهلها، ورفع المحنة عن الناس، وكتب إلى الآفاق أن لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن، واستدعى الإمام أحمد وبالغ في إكرامه، ولكن الإمام -رحمه الله- كان لا يقبل من عطاياه شيئاً، فإن أجبر على أخذ المال قسمه في الفقراء والمحتاجين، وكان يصوم النهار ويفطر على قليل من السويق يصنعه أهله في البيت. فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في جنات النعيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق