الخميس، 12 مايو 2016

دكتور طرابيشي وقرش المريض

دكتور طرابيشي وقرش المريض

أسامة حمزة عجلان
الإثنين 09/05/2016

دكتور طرابيشي وقرش المريض
رحم الله تعالى الأستاذ الدكتور الطبيب الماهر نجيب طرابيشي ،لو أن جميع الأطباء والمستشفيات تتقيد بمقولته الحكمة الشهيرة عنه « قرش المريض حرام « لكنا بخير وكففنا عن الطمع والجشع والاستغلال ولأخلصنا في مهنة الطب التي تتعلق بصحة البشر .
الطبيب الطرابيشي عرفته منذ أكثر من ثلاثين سنة عندما راجعت أكثر من طبيب ومستشفى ومشفى سنوات من ألم في معدتي والجهاز الهضمي وأكثرت من مراجعة تلميذه وهو أستاذ دكتور واسمه حسن السيد سليمان وفي نفس جامعة الدكتور الطرابيشي رحمه الله تعالى جامعة عين شمس الشهيرة وكان يعمل في مستوصف بالطائف وعندما حضر أستاذه الدكتور الطرابيشي زائراً في مستشفى بمكة المكرمة أرسلني إليه، وحقيقة إلى يومنا هذا لم أرَ طبيباً مثله وعندما دخلت عليه العيادة وبدأت في عرض أعراض المرض والشكوى وجرياً على عادتنا لدى الأطباء نتكلم بسرعة لأننا نرى العجلة في عين الطبيب ،فقال» يا ابني على مهلك تهمني التفاصيل ولو انك ترى أشياء غير مهمة فهي مهمة لي وقرش المريض حرام إن لم أستمع وأجتهد في التشخيص وإن اجتهدت ولم أعطِ العلاج المناسب فقرش المريض أيضاً حرام «.
وللعلم الدكتور الطرابيشي لم يأتِ زائرا كطبيب إلى بلدنا الحبيب إلا مرة واحدة فقط لأنه يأخذ وقتاً بين استماع للشكوى وتشخيص بالكشف السريري قرابة الساعة وممكن زيادة فقد أعطاني من وقته حينها ساعة وربع وهذا لا يحقق ربحاً للمستشفى أو المشفى الذي يستقدمه زائراً وفعلا ولله الحمد ربي كتب الشفاء فقد كان المرض التهاب زائدة دودية مزمنة يخفى على كثير من الأطباء والعلاج استئصالها جراحياً .
ومن هنا أتساءل عن أطباء يكلفون المريض ما ليس هو بحاجة إليه من تحاليل وأشعات ولا يجتهدون في التشخيص ويجاملون شركات الأدوية لنسبة مالية يحصلون عليها وبعضهم يفعل ذلك إرضاء لأصحاب المستشفيات الذين يطالبون بتحقيق دخل معين إلا من رحم ربي فهل مكسبهم حلال ؟، وأيضاً عندما يكلفون شركات التأمين ما لا يجب هل دخلهم وقرشهم حلال ؟. ولنا السلوى أن الله الكريم قال في كتابه العزيز الكريم « كل نفس بما كسبت رهينة « وهذا يشمل كل كسب للإنسان مادي ومعنوي وكل ما يخطر على البال.. فلا نجعل كسبنا وبالاً علينا يوم لا ينفع مال ولا بنون .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق