أفادت دراسة شاملة استمرت عامين وأجرتها مجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ووزارة المالية والهيئة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة ووزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي في الصين، فإن الصين بحاجة إلى مواصلة إصلاح نظامها الصحي بعدد من الخطوات الحاسمة لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للسكان وزيادة السيطرة على الانفاق رغم الإنجازات الباهرة التي تحققت في مجال إصلاح الرعاية الصحية، وما تحقق من تقدم سريع نحو التغطية الصحية الشاملة.
ويشمل إصلاح النظام والمؤسسات وتعزيز الابتكار، واعتماد نظام متعدد المستويات لتقديم الخدمات، والعودة إلى الاعتماد بصورة أكبر على الرعاية الصحية المجتمعية وبصورة أقل على الرعاية الصحية في المستشفيات الأكثر تكلفة.
ووفقاً للدراسة، التي صدرت بعنوان تعميق إصلاح قطاع الرعاية الصحية في الصين وبناء نظام لتقديم الخدمة عالي الجودة يعتمد على تحقيق القيمة، فإن الصين انتشلت أكثر من 600 مليون مواطن من براثن الفقر خلال العقود الثلاثة الماضية، وحققت نجاحات هامة في مجال الصحة.
وذكرت الدراسة: "تواجه الصين كثيراً من التحديات في إصلاح نظام الرعاية الصحية وتطويره. فالسكان يتقدمون في السن، وهناك زيادة في الأمراض غير المعدية مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. ويبلغ عدد السكان الذين يبلغ عمرهم حوالي 65 عاما في الصين الآن 140 مليون مواطن من المتوقع أن يرتفع إلى 230 مليونا بحلول عام 2030".
وتابعت: "وقد حلت الأمراض غير المعدية محل الأمراض المعدية كأكبر تهديد لصحة الشعب الصيني، وأصبحت تمثل أكثر من 80 في المائة من الوفيات البالغ عددها 10.3 مليون وفاة كل عام".
وتتفاقم خطورة تلك الأمراض بسبب السلوكيات عالية الخطورة مثل التدخين وأنماط الحياة التي تتسم بقلة الحركة وتعاطي الكحوليات، فضلا عن العوامل البيئية مثل تلوث الهواء. وفي نفس الوقت، فإنه في ظل ارتفاع معدل النمو الاقتصادي ودخول الأفراد، فإن الناس يصبحون بحاجة إلى المزيد من الرعاية الصحية الأفضل".
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم "منذ عقود، أظهرت ابتكارات الصين في مجال الصحة مثل المعاونين الطبيين والرعاية الصحية التعاونية للعالم أنه يمكن تحسين الصحة وتحقيق زيادة كبيرة في متوسط العمر المتوقع لمئات الملايين من الناس.
ويمكن للصين، اليوم، أن تقود الطريق مرة أخرى عن طريق إصلاح عصري لنظام الرعاية الصحية الأولية المتطورة التي تضع المريض أولا وتبتعد عن الرعاية الصحية المكلفة في المستشفيات التي لا تقوم في كثير من الأحيان سوى بالقليل لتحسين صحة الناس. وإذا أرست الصين هذه الإصلاحات، فإننا نعتقد أنها ستؤدي إلى تحسين نظام الرعاية الصحية لجميع الصينيين - أو لكل شخص من بين كل ستة أشخاص في العالم". ويمكن للإصلاحات الموصى بها في الدراسة أن تساعد الصين على مواصلة تنفيذ إصلاحات شاملة للحد من الإنفاق الصحي.
ووفقاً للدراسة، فإنه بدون الإصلاح، سيزيد الإنفاق على الصحة بالقيمة الحقيقية من 3.5 تريليون يوان في عام 2014 إلى 15.8 تريليون يوان في عام 2035 ـ وهي زيادة تصل في المتوسط إلى 8.4% سنويا. سيشكل الإنفاق على الصحة أكثر من 9% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2035، ارتفاعا من 5.6% عام 2014. وسيتحقق أكثر من 60% من النمو المتوقع في الإنفاق على الرعاية الصحية من زيادة خدمات رعاية المرضى المقيمين في المستشفيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق