ولعل القارئ يسألني لماذا تجمع هذا الفهرست وتنفق فيه كل هذا الوقت والجهد؟
والجواب أن الأمر يستحق فعلا
فحين نفلح في بعث كتاب مفقودة ليصير مخطوطا أبو مطبوعا فهذا الفعل بمثابة فرحتي بميلاد أولادي إذن جمع عناويين الكتب المفقودة هدفه أن نعرف أن للكاتب الفلاني كتابا معينا في موضوع محدد وهذا الأمر يشجع على بداية واستمرار البحث عن المخطوط المفقود أو حتي تجميعه أو إكمال ما نقص منه وكمثال عملي علي أهمية بعث كتاب مفقود
يقول دكتور إحسان عباس في مقدمة كتابه القيم (شذرات من كتب مفقودة في التاريخ)
إن هذه الكثرة الهائلة من المؤلفات التاريخية المفقودة وحدها ؟ سواء منها ما عرضت له وما لم أعرض له ؟ تجعل من المحتوم إعادة النظر في " تاريخ التاريخ " وعدم الاكتفاء في تصور تاريخ التأليف التاريخي على ما هو مطبوع. وفيه دليل على كثرة الكتب المهمة التي ضاعت أو ما تزال مختفية، وثانيهما على مبلغ النقص في بعض الكتب التي نشرت.
وفي حديث صحافي أدلى به المؤرخ جواد الرمضان، صاحب كتاب “مطلع البدرين في تراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين” الذي يقع في اثني عشر مجلداً قبل سنوات قليلة إلى جريدة “الشرق الأوسط” أشار إلى أننا لا نعرف شيئاً عن عهود كاملة من تاريخ الأحساء، مثل إمارة “بني جروان”، وهي أسرة حكمت تلك المنطقة لأكثر من قرن من عام 705هـ وحتى عام 820هـ. إذ ليس لهذه الأسرة أي ذكر في التاريخ سوى إشارة من ابن حجر العسقلاني في كتابه “الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة”، الذي ترجم لرجل من هذه الأسرة يدعى إبراهيم ابن ناصر بن جروان. ولولا ابن حجر ، لما عرف أحد بوجود هذه الأسرة جملةً وتفصيلاً.
تخيل إشارة ابن حجر تكشف قرنا من التاريخ وفي هذا شحذ للهمم حتي لا تستقل إشارة أو مقال أو كتاب قد يغير معارفنا وتاريخ منطقة أو أمة
لذا كان ما سبق كافيا لدفعي لأن أنجز هذا الفهرست ليكون بداية طريق لاكتشاف عوالم من المعرفة فقدنها وتنتظر من ينبش عنها ليبعثها من جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق