هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري القوصي،
أبو الفتح تقي الدين المعروف " ابن دقيق العيد "
ولد سنة 625 هـ الموافق 1227م في ينبع في البحر الاحمر ،
فعندما غادر ابوه الى مكه لاداء الحج مع زوجته ، انجبت زوجته غلاما في السفينه قبل الوصول وعندما وصل الى مكه حمل ابنه الرضيع ودعا له ان يصبح عالما وقد استجاب الله له ، وكان هو ابن دقيق العيد ، فكان ذكيا ومثابرا للدرس وفي تحصيل العلوم وقد وصل الى مرتبة قاضي القضاه في العصر المملوكي . وقد لقب بذلك اللقب لانه لقب جده الاعلى الذي كان ذو مكانه مرموقه في الصعيد وكان يضع في يوم العيد طيلساناً أبيض فشبهه اهل الصعيد بدقيق العيد . كان محمد القشيري شابا نقيا ظاهرا وباطنا يتحرى الطهاره فحفظ القرآن الكريم وسمع الحديث من والده مجد الدين القشيري ومن أبي الحسن الشافعي وابي الحسن البغدادي وابي العباس بن نعمة المقدسي والحافظ المنذري و أبي الفضل يحيى بن محمد القرشي والحافظ أبي الحسين العطار وغيرهم .وقد أخذ مذهبي الشافعي ومالك . ذهب الى القاهره التي كانت تكتظ بالعلماء والفقهاء وأخذ منهم ثم سافر الى دمشق وسمع من الشيخ أحمد عبدالدايم ومن ثم الى الحجاز وثم الى الاسكندريه ورجع للقاهره واصبح يدرس في المدارس الشهيره في قوص في المدرسه الفاضليه والمدرسه الكامليه والصالحيه . و تتلمذ على يديه الكثير منهم شمس الدين ابن جميل التونسي والعالمه أثير الدين أبو حيان الغرناطي و شمس الدين بن عدلان وشرف الدين الإخميمي وقاضي القضاه شمس الدين بن حيدره والكثير غيرهم . وصفه المؤرخون بأنه لم يزل حافظاً للسانه مقبلاً على شأنه وكانت أوقاته كلها للدرس والكالعه والتحصيل والاملاء.
من مؤلفاته : الإلمام الجامع أحاديث الأحكام وكان في عشرين مجلداً،
ويعتبر من أعظم ما صُنف في مجاله.
شرح كتاب التبريزي في الفقه.
شرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه
الاقتراح في علوم الاصطلاح
ديوان شعر
شرح مختصر ابن الحاجب
اقتناص السوانح.
قال الأدفوي في الطالع: ((أخبرنا قاضي القضاة نجم الدين أحمد القمولي، أنه أعطاه دراهم وأمره أن يشتري بها ورقاً ويجلده أبيض، قال: فاشتريت خمسة وعشرين كراساً، وجلدتها وأحضرتها إليه، وصنف تصنيفاً وقال إنه لا يظهر في حياته ))،
قال ابن سيد الناس " لم أر مثله في من رأيت، ولا حملت عن أجل منه فيمن رأيت ورويت، وكان للعلوم جامعاً، وفي فنونها بارعا مقدماً في معرفة علل الحديث على أقرانه، منفرداً بهذا الفنن النفيس في زمانه "
وقال الأدفوي : " التقي ذاتاً ونعتا، والسالك الطريق التي لا عوج فيها ولا أمتا، والمحرز من صفات الفضل فنوناً مختلفة وأنواعاً شتى، والمتحلي بالحالتين الحسنيين صمتا وسمتا، إن عرضت الشبهات أذهب جوهر ذهنه ما عرض، أو اعترضت المشكلات أصاب شاكلتها بسهم فهمه فأصاب الغرض "
. ومن نظمه :
قد جرحتنا يد أيامنا.:. وليس غير الله من آسي
فلا تُرجّ الخلق في حاجة.:. ليسوا بأهل لسوى الياس
ولا تزد شكوى إليهم فلا.:. معنى لشكواك إلى قاسي
فإن تخالط منهمُ معشراً.:. هويت في الدين على الراس
أكل بعضٌ لحم بعض ولا.:. يحسب في الغيبة من باس
لا ورعٌ في الدين يحميهمُ.:. عنها ولا حشمة جلاس
لا يعدم الآتي إلى بابهم.:. من ذلة الكلب سوى الخاسي
فاهرب من الناس إلى ربهم.:. لا خير في الخلطة بالناس
وقال أيضاً : يهيم قلبي طرباً عندما.:. أستلمح البرق الحجازيا
و يستخف الوجد قلبي وقد.:. أصبح لي حسن الحجى زيا
يا هل أقضّي حاجتى من مِنى.:. وأنحر البزل المهاريا
و أرتوي من زمزمٍ فهو لي.:. ألذ من ريق المها ريا.
توفي سنة 702 هـ، الموافق 1302م ودفن بسفح المقطم شرق القاهرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق