أقيم قبل أيام قليلة، مؤتمر أبل العالمي للمطورين (WWDC) أحد أهم الأحداث السنوية في عالم التكنولوجيا. وكالعادة، استخدمت الشركة أسلوبها المعهود في التسويق لتسريب مواعيد المؤتمر هذا العام. فالمساعد الافتراضي "سيري" والمتوقع أن يكون عنصراً مهماً في المؤتمر، أخبر المستخدمين عن موعد المؤتمر الذي عقد في (13-17) من يونيو/ حزيران الحالي– مما جعل الحضور المحتملين يهرعون سعياً للحصول على تذكرتهم الذهبية بسعر 1600 دولار.
وبينما تعتمد الشركة نظام القرعة لإصدار تذاكر حضور مؤتمرها السنوي، تستغل فرصة بيع المزيد من منتجاتها أيضاً. كما يضم المؤتمر متحدثين بارزين فضلاً عن كونه ترفيهياً. وتعلن الشركة في نهاية المؤتمر عن أحدث أجهزتها وتحديثاتها.
فما الذي يجعل الناس حريصين للحصول على أحدث أجهزة أبل، وتذاكر حضور مؤتمرها العالمي للمطورين؟ صحيح أن منتجاتها ذات جودة عالية، لكن هناك منافسون مثل غوغل التي تصنع منتجات مماثلة أيضاً. إذن ما الذي يجعل أبل هي الأبرز في قطاع التكنولوجيا؟ يظن معظم الخبراء أن السر يكمن في اهتمامها بالتسويق في المقام الأول.
في المقابل، تثق أبل جيداً بإبداعها في التصميم والتسويق. وبدلاً من أن تقلق حول متطلبات السوق الحالية والسلبية المحتملة من النقاد، فهي تفكر بحرية تامة بمنتجاتها التي ترغب في ابتكارها. كما أنها جعلت من التسويق جزءاً قوياً من استراتيجيتها في الابتكار. ولهذا فهي تؤسس معايير نوعية في تصميم وتطوير وإطلاق منتجاتها الجديدة.
وفي حين تنتج أبل منتجات متطورة في كل شيء، فإن الفضل في هذا النجاح ليس للمهندسين المبدعين فقط، فالتصميم الإبداعي والتسويق يؤديان دوراً رئيساً في الابتكار أيضاً، على أساس:
1. ابتكارات متفردة في التقنية لإنشاء سوق جديد لها، وتصميم منتجاتها بحيث تكون سهلة الاستخدام.
2. زيادة الأرباح إلى الحد الأقصى.
3. تسويق الشركة والمنتجات باعتبارها رمزاً للمكانة الاجتماعية. وبعبارة أخرى، جعل الناس يرغبون أن يكونوا جزءاً من المنظومة الخاصة بك.
إن تركيز أبل على التسويق ناجح بجدارة؛ إذ بدلاً من التركيز على المنتج ذاته فقط، يجب أن يكون التسويق جزءاً أساسياً لا يتجزأ من استراتيجية الابتكار منذ البداية. وقد تمتلك أعظم اختراع على هذه الأرض، لكن إذا كان تركيزك على التصميم دون النظر إلى كيفية تسويقه وبيعه، فقد ينتهي به المطاف معروضاً في الأسواق من دون أن يكترث أحد بشرائه. لذلك قبل أن تنفق مالك على التصميم، طور مشروعك وضع خطة تسويقية له.
وإليك بعض الأفكار للبدء بخطة تسويقية ناجحة:
1. الابتكار: كن جريئاً وفكر في إنشاء أسواق جديدة أو طرق جديدة لتأسيس مشروعك الخاص في الأسواق الحالية.
2. التصميم: يحول التصميم الإبداعي كل ما هو مألوف إلى ميزة استثنائية. ولهذا عليك تصميم منتجات عملية وخلاقة بكل المقاييس، بدءاً من واجهة المستخدم إلى الشكل والمظهر.
3. توضيح القيمة: ليس عليك عرض المنتج الأقل كلفة في السوق إذا كنت قد وضحت قيمته، لأن الناس تدفع أكثر لما يعتقدون أنه قيمته تستحق ذلك.
4. البساطة: حافظ على البساطة في كل جزء من العمل، لاسيما خلال مرحلة التسويق.
وعموماً، أنت بحاجة إلى فكرة خلاقة ومنتج جيد لتكون ناجحاً، لكن عليك أن تشمل التسويق في استراتيجيتك منذ البداية، مما سينقلك من مجرد الابتكار إلى إنشاء علامة تجارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق