الأحد، 3 يوليو 2016

الدواء السحري للتخلف : كيف تعلمت الصين من اليابان ؟







عندما ذهب دنج شياو بنج Deng Xiao Ping قائد نهضة الصين الاقتصادية إلى اليابان سنة 1978 طلب منهم إعادة العلاقات، وطلب منهم الدواء السحرى the magic drug. فضحك الحضور وطلبوا معرفة ما هو الدواء السحرى الذى يعنيه؟ فقال لهم «الدواء السحرى الذى استخدمته اليابان ونجحت به فى تطوير اقتصادها». فذهب إلى مصنع نيسان للسيارات الذى كان قد أدخل بعض خطوات الإنتاج الأوتوماتيكية. وبعد أن شاهد خط الإنتاج وعلم أن متوسط إنتاجية العامل 94 سيارة فى السنة (أعلى إنتاجية فى العالم فى هذا الوقت) فقال: هذا متوسط إنتاجية أعلى بـ93 سيارة للعامل الواحد بالمقارنة بأحسن مصنع فى الصين، وقال: «الآن فهمت ما هو معنى التقدم والتطوير». واتخذ قرارا بأن كل المديرين بالدولة عليهم بتعلم 3 مواد: الاقتصاد economics، الإدارة management، والعلوم والتكنولوجيا science and technology. وكان أهم شىء بالنسبة له هو أن يعرف المديرون بالدولة مدى تأخر الصين بالمقارنة بالدول الأخرى. ولماذا؟ لأن وقتها كان الصينيون مقتنعين بأن ماو تسى دنج Mao Ze Dong القائد فى الفترة من 1949- 1976 للصين قد جعل دولتهم متقدمة، بينما الحقيقة أن الصين تخلفت وتأخرت، وفى نفس الفترة تقدمت اليابان وكوريا وألمانيا والعديد من الدول. بناء على ذلك كان هدفه الأول أن يسافر أكبر عدد ممكن من المديرين بالدولة لرؤية الاقتصاد فى الدول الأخرى وأن يفهموا بأنفسهم الفرق بين الصين والدول الأخرى، لكى يستطيعوا بأنفسهم تحديد طريق التنمية والمجهود المطلوب.
من وجهة نظرى، أعظم رجل فى القرن العشرين هو دنج شياو بنج، لأن سياساته أخرجت مئات الملايين من دائرة الفقر، وأثرت فى أكبر عدد من البشر الذين يعيشون اليوم على سطح الأرض.
دنج ركز على 4 محاور The 4 modernizations: تطوير الزراعة + تطوير الصناعة + تطوير التكنولوجيا + تطوير الجيش.
دنج كان يركز دائما على 3 أساسيات: البحث عن أحسن المديرين، ووضع لهم أهدافا واضحة بجدول زمنى + تكرار التجارب الناجحة فى العالم، خصوصا اليابان وكوريا وسنغافورة + سيطرة القطاع العام على قطاعات محددة وفتح الباب للقطاع الخاص فى قطاعات أخرى.
دنج كان رجل جيش، حارب فى العديد من الحروب فى الفترة بين 1930 و1950. وكانت رؤيته أن أحسن نظام هو الرأسمالية الصينية، وهى قوة الدفع الثلاثية (تطوير وتنمية القطاع العام + جذب استثمارات للقطاع الخاص الصينى + جذب استثمارات للقطاع الخاص الأجنبى)، بينما الرأسمالية الأمريكية تدعو إلى قوة دفع ثنائية فقط (قطاع خاص وطنى وأجنبى، بينما الدولة منظم فقط وليس مستثمرا).
من مقال علي والي المصري اليوم 2/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق