تمكن الباحث المصري الدكتور محمد إسلام عبدالحفيظ، من اكتشاف البروتين المُسبب لتليف الكبد، وهو الأمر الذي يُمهد الطريق أمام تطوير علاجات جديدة لأمراض الكبد.
وبحسب البحث المنشور في مجلة «نيتشر» العلمية ذائعة الصيت، فإن الباحث؛ الذي يعمل رئيسًا لمجموعة الجينات بمعهد وستمايد للعلاجات الطبية التابع لجامعة سيدني بأستراليا، حقق إنجازً علميًا جديدًا، يجلب الأمل لملايين من المُصابين بتليف الكبد حول العالم، إذ تمكن من اكتشاف البروتين المسؤول عن تلف أنسجة الكبد، والمسمى بـ INFL3.
وقام الباحثون بأخذ عينات من نحو 2000 مريض مُصابون بالتهاب الكبد الوبائي من النوع C، ثم استخدم الفريق البحثي، الذي يقوده محمد إسلام، تقنيات التحليل الجيني للتعرف على البروتين المُسبب للتليف، وأظهرت الأبحاث أن عملية «هجرة الخلايا الالتهابية» من الدم إلى الكبد تقترن بزيادة نسبة بروتين IFNL3 في الجسم.
ويُعد تليف الأعضاء الداخلية سبب لنحو 50 % من حالات الوفاة حول العالم، وينتج تليف الكبد من عدة عوامل منها الإصابة بالفيروسات والسمنة، ورغم الحاجة الملحة لوجود علاج دوائى آمن لمرضى التليف المتقدم، إلا أنه لا يوجد – إلى الآن- علاج دوائى للتليف حتى الآن، غير أن البحث الجديد قد يُساهم في حل الأزمة المتراكمة عبر عصور.
وتخرج الطبيب المصري، الباحث الأول للدراسة المنشورة بمجلة نيتشر، في كلية الطب جامعة المنيا وحصل على منحة تنافسية للدراسة بجامعة سيدنى الاسترالية، وتدرج في المناصب وصولاً لرئيس مجموعة الجينات بمعهد ويستميد للعلاجات الطبية التابع لجامعة سيدني، وخلال فترة عمله؛ نشر نحو 63 ورقة علمية، وحصل على برأتى اختراع، وألف 3 كتب عن الفيروسات الكبدية وأمراض الكبد.
وقال الدكتور محمد إسلام لـ«المصري اليوم» إن السبب الرئيسي لعدم وجود علاجات دوائية لتليفات الأعضاء الداخلية يكمن في عدم معرفة العوامل المؤدية للتليف «وهنا تأتى الأهمية الخاصة للبحث، إذ أن اكتشاف البروتين سيفتح المجال لتصميم أدوية لعلاج التليف».
الاكتشاف الجديد يُمكن أن يساهم في تصميم دواء شخصي لكل مريض، مخصص للتركيب الجيني للشخص، إذ أنه سيساهم في تحسين القدرات التشخصية للأمراض الكبدية والتنبؤ بتطور المرض «هنقول للناس اللى عندهم فرص الإصابة بالتليف خدوا العلاج قبل ما يحصل التليف» على حد قول «محمد إسلام» والذى يقول إن اكتشاف البروتين يُمكن أن يُستخدم كـ«كشاف نور» لتطوير العلاجات، ليس في حالة تليف الكبد فحسب، بل في تليف الأجهزة الأخرى كالقلب والرئة والكلى.
وسيقوم الفريق البحثي باستكمال عملهم لفهم الآليات الأساسية لكيفية مساهمة بروتين IFNL3 في تطور أمراض الكبد، وهو الأمر الذي قد يحقق أمالاً واعدة في المستقبل القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق