الجمعة، 24 مارس 2017

السياحة العلاجية في مصر بين الفرص السانحة والتصريحات الإعلامية




السياحة العلاجية في مصر بين الفرص السانحة والتصريحات الإعلامية
بقلم د صديق الحكيم
24 مارس 2017
بمناسبة مؤتمر شرم الشيخ للسياحة العلاجية المنعقد هذه الأيام 
أكتب وهدفي أن تصبح مصر رقم 11 في السياحة العلاجية في العالم وهذا الأمر ليس مستحيلا وكل ما يحتاجه هو استغلال الإمكانيات ونشر الحقائق ووجود رؤية وخطة ومستهدفات ومراقبة وإشراف ومحاسبة للمقصر وإثابة للمتميز
لكن آفاتنا التصريحات البراقة 
مثلا نجد من يقول أن جميع مستشفيات القطر مؤهلة لاستقبال 
السياحة العلاجية للأسف هو بذلك يضرب السياحة والعلاجية كلاهما في مقتل
لأن الفئة القادمة للسياحة العلاجية لها خصائص معينة وتستهدف خدمات صحية
بعينها بعضها قد لا يوجد في المستشفيات مثل الحمامات الكبريتة والرمال والطمي 
كما أن الفئة القادمة للسياحة العلاجية تعتبر عبئا 
علي المستشفيات العامة 
ربما يكون تصريح المسؤول به شو إعلامي 
أكثر منه بيانات مبنية علي خطط مدروسة ولو صح كلامه وكانت هذه هي الخطة
فنحن أمام كارثة التصريحات المخالفة للواقع التي تؤخر ولا تقدم لأنها تجعلنا نسترخي 
ولا نعمل شئ جديد لأننا بالفعل-حسب التصريحات- لدينا ما يكفي 
إحساس زائف يضر كثيرا ولا يفيد علي الإطلاق
 والرأي عندي عمل خريطة للسياحة العلاجية علي مستوي القطر ورصد الأعداد والتفضيلات والإمكانيات المتاحة وعمل قوائم أسعار لجميع الخدمات الأساسية ويكون الفارق فقط في الإقامة والفندقة ونوعية التنقلات 
واقتراح أخر مفيد هو عمل تأمين طبي خاص للزوار يغطي المنافع الصحية الأساسية 
 كما هو معمول به وتكون تكاليف خدمات السياحة العلاجية خارجة أو داخلة في منافع التأمين الطبي الخاص حسب حاجة السائح العلاجي وتكون اختيارية له 
 كما هو معمول به وتكون تكاليف خدمات السياحة العلاجية خارجة أو داخلة في منافع التأمين الطبي الخاص وتكون اختيارية للسائح العلاجي 
 ثالثا : مشاركة القطاع الخاص في تقديم خدمات السياحة العلاجية مع تقديم أسعار للخدمات معلنة علي الانترنت وتكون ملتزمة بها مع وجود جهة مراقبة وإشراف علي قطاع السياحة العلاجية يكون ضمن مهامها التحقيق في شكاوي ومخالفات مقدمي خدمات السياحة العلاجية
وأخيرا الاستفادة من تجارب  الدول الأخري في السياحة العلاجية مثل الهند وتركيا والأردن والمغرب وتونس وتعتبر تونس الدولة الأولى عالميا في مجال السياحة الإستشفائية حيث توجد في تونس أربع محطات إستشفائية و 50 مركز علاج بالمياه الطبيعية وحوالي 60 مركزا للعلاج بمياه البحر و 50 مركز نقاهة و 18 نبعا مائيا جوفيا حارا بمواصفات عالمية، بالإضافة إلى عديد الحمامات الشعبية الحارة التي يقصدها المئات يوميا للعلاج. 
 مثال أخر لبنان: وهي من الدول المتقدمة في المصحات العلاجية لمرضى التدرن الرئوي ومواقعها في الجبال ومنها مصح حمانا حيث يقطنها المرضى لفترات طويلة قد تطل لأكثر من سنة.
 بالنسبة لمصر فلديها فرص وإمكانيات كثيرة لكنها تحتاج إلي التنظيم والمراقبة والإشراف والجودة في خدمة العميل فعلي سبيل المثال مصر: تمتاز واحة سيوة بمصر بمناخها الجاف طوال العام والرمال الساخنة التي تساعد في علاج آلام المفاصل والعمود الفقري، كما تتميز بكثرة عيون المياه التي تتدفق من باطن الأرض. إن عامل الطقس الجاف في هذه الواحة يساهم في الاستشفاء من أمراض الجهاز التنفسي، والرمال الساخنة الموجودة بجبل "الدكرور" بها إشعاعات تساعد في علاج الروماتيزم وشلل الاطفال والصدفية والجهاز الهضمي
هذا مثال لموقع واحد في مصر 
 في أخر المقال أرجو من القائمين علي أمر السياحة العلاجية تقليد التجربة التونسية حرفيا وهذا ليس عيبا ففيها نموذج رائع في أمور كثيرة
أكرر وأردد ولن أمل من التكرار:
مصر فلديها فرص وإمكانيات كثيرة لكنها تحتاج إلي التنظيم والمراقبة والإشراف والجودة في خدمة العميل
 د صديق الحكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق