الاثنين، 13 مارس 2017

لماذا تختار مصر النموذج الفرنسي للتأمين الصحي؟




حقيقة الأمر ما دعاني إلي البحث والكتابة في هذا الموضوع هو تصريح ":

أعلن الدكتور علي حجازي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، عن بدء العمل بتطبيق نظام التأمين الصحي الجديد، ليكون على غرار النظام الفرنسي ويتم البدء في تطبيقة من يونيو المقبل . 
. وأضاف "حجازي"، خلال مداخلة هاتفية أجراها لإستوديو"extra news" أن مصر عقدت اليوم لقاء مع الوفد القادم من فرنسا لبحث كيفية تطبيق التعاون بين الطرفين وذلك عقب إرسال وفد من الأطباء المصريين إلي فرنسا،
الأمر الذي جعلني أبحث عن محتوي التأمين الصحي في فرنسا
وجدت مقالا للدكتور عبد الله مبارك علي موقع الألوكة

التأمين الصحي في فرنسا


يعتبر النظام الصحي الفرنسي من الأنظمة المتقدمة في العالم، ففي تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2000م أفاد أن لدى فرنسا أفضل خدمات صحية وأكثرها إتاحة بمتوسط تكلفة للفرد ويعتبر الرابع على مستوى العالم، وحصلت على المركز الأول على مستوى العالم فيما يتعلق بفعالية النظام الصحي.
أما إدارته فيدار من قبل الحكومة لضمان مصلحة السكان، وتتسم إدارته بالمركزية من خلال هيئة الضمان الاجتماعي، ويرتبط بوزارة الشؤون الاجتماعية والتكافل الاجتماعي في أمور التمويل وعلى وزارة الصحة في النواحي الإدارية.
ويعتمد النظام على ثلاثة مبادئ، وهي:
1- عمومية التغطية من خلال نظام حكومي يغطي المخاطر والتعويضات.
2- متاحة[1] الرعاية وحرية الاختيار للمريض.
3- التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص فيما يتعلق بالمستشفيات وتمويل الخدمات الصحية.
ومن أهم مميزات النظام:
حرية الاختيار للمستفيد وبدون حدود في الذهاب للأطباء بأنواعهم وأطيافهم وحتى الإبر الصينية، والطبيب النفسي والولادة والعيون والأسنان، بل الذهاب للقطاع الخاص بدون تحويل.
والتنويم يتم من خلال المستشفيات العامة والخاصة والتي تستحوذ الحكومة على 64% من أعداد الأسرة فيها، وتركز الحكومية على الطب الباطني والنفسي، بينما تركز الخاصة على الجراحات والتوليد، وفي عام 1996م تم إنشاء هيئات محلية لتوزيع الإمكانات المتاحة بين المستشفيات.
وفي هذا النظام يدفع المريض الرسوم ويتم تعويضه من الضمان الاجتماعي، ومن مبادئه مشاركة المريض في التكلفة بنسبة 11%، وتقدم بعض الشركات تأمين تكميلي (تعاونية وخاصة) وتغطي هذه الشركات بقية التكلفة في حدود 12% من التكلفة، ويستفيد من خدماتها 87% من السكان.
أما الخدمات الوقائية وخدمات المستشفى والرعاية طويلة الأمد فيتم تعويضها بالكامل من النظام الحكومي.
أما الرعاية في العيادات الخاصة التي توفر رعاية متخصصة فيتم التعويض عن رسومها جزئياً، كما يدفع الضمان قيمة الأدوية.
ويمول التأمين الصحي الوطني الإلزامي من خلال مساهمة أرباب العمل والمساهمات الاجتماعية العامة والاقتطاع القليل من الرواتب، ويغطي النظام الصحي حالياً جميع السكان، ويمثل القطاع الحكومي منها 78% من التمويل[2].
أما تاريخ النظام الصحي في فرنسا فقد أنشيء صندوق لرجال البحرية المسنين في القرن الخامس عشر، وبدأت الجمعيات التبادلية فيها منذ القرن السادس عشر، ثم انتشرت جمعيات الإعانة في بعض الدول الأوروبية والأمريكية بتأثير الثورة الفرنسية عام 1789م، وهذه الجمعيات تقدم المعونة لأعضائها مادياً في حالات العجز والمرض والفقر والموت، وتتكون أموالها من اشتراكات الأفراد المنتمين إليها، ومن الهبات ومنح الدولة، ومن أهم هذه الجمعيات في فرنسا جمعية الإعانة التبادلية الفرنسية، وقد حاولت الجمعيات التبادلية الفرنسية تأسيس التأمين للشيخوخة لكنه كان فوق طاقتها، ومنعه القانون الفرنسي عام 1850م، ثم أجيز لها في نهاية القرن التاسع عشر أن تقوم بالتأمين التبادلي لحالات الموت والإصابات والأمراض، وتعتبر فرنسا أول دولة أوروبية تأخذ بنظام التقاعد الرسمي فقد أقرته عام 1776م، للعسكريين وأقرته الثورة الفرنسية في عام 1790م لجميع الموظفين[3].
وفي عام 1928م، قامت فرنسا بإصدار قانون التأمين الصحي ولكن لم يتم التنفيذ إلا في عام 1930م، وكان التأمين الصحي الفرنسي عبارة عن مجموعة من الجمعيات التعاونية التي كانت متواجدة قبل صدور القانون وفي بادئ الأمر كان التأمين لمجموعات ذات مهن مشتركة، وبعد الحرب العالمية الثانية قامت إدارة الضمان الاجتماعي بتمويل مشروع للحكومة لتغطية جميع المواطنين[4]. واستمر النظام في التطوير إلى أن وصل وضعه الحالي المتفوق على الدول الأخرى.

[1] مصطلح مستخدم من بعض المؤلفين في قانون التأمين نسبة للإتاحة واسم المفعول منها.
[2] انظر: نظام التأمين الصحي التعاوني، د. الحيدر والتركي: (55).
[3] انظر: التأمين الاجتماعي، د. عبداللطيف آل محمود: (221).
[4] انظر: مدخل لمفهوم الأخطار وأساسيات التأمين، د. أحمد عبدالله قمحاوي: (374)، التأمين الصحي التعاوني، أ. د. خالد بن سعيد: (21).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق