كانت المقالة الرابعة بعنوان: العلوم الكلامية والدعوة الي العلوم العصرية, قد نشرت في العدد36 من الأهرام, قدمها المحرر: وردت الينا هذه الرسالة من قلم جناب العلامة الأديب الفاضل الأريب الشيخ محمد عبده أحد أهل العلم بالجامع الأزهر.
هذه مقالة اصلاحية هامة, بدأها الأستاذ بقوله: كلما تناسينا عهد جاهلية العرب, وما كان من مقتضيات الجهالة في تلك الحقب, ومنينا أنفسنا بأننا صرنا في نشأة أخري, وتقدمنا الي الأمام بعد أن كنا الي القهقري, واستصبحنا بمصباح الآمال, في ليل الضلالة والاختلال, وهمت أفكارنا, بتحصيل ما سبقنا به غيرنا, تذكرنا حوادث الأيام بأننا لا زلنا في أول نقطة من ذلك الزمن الأول, بل كان ذلك علي تنزل منه الي أسفل, وتنثني آمالنا, عن تقدم أهالي أوطاننا. فمن أعجب ما رأيناه في هذه الأيام, أن طالبا من طلاب العلم الكرام... أخذ في دراسة بعض الكتب المنطقية والكلامية, التي كان قد صنفها بعض أفاضل الأمة الاسلامية. فهذا علم حقيقي بأن يتخذ سلما لكل العلوم, ولا يعدل عن طلبه الا جهول ظلوم, والعلوم الكلامية, انما هي أحكام لتأييد القواعد الدينية, بالأدلة القطعية. يستمر الأستاذ في السرد ليصل الي أنه عندما سمع بعض الأصفياء والأقرباء والأحباء بذلك نصحوه بالتخلي عن متابعة تلك الأفكار, والتي وصفوها بأنها علوم الشبهة والضلال, مما سبب له اضطرابا كبيرا, وأعرض عن الاستمرار. يعجب الامام لذلك الأمر ولتلك المسالك, ويكرس المقال كله للحث علي دراسة المنطق والعلوم الحديثة, يختم مقالته بقوله: أليس من البين أنه لا دين الا بدولة, ولا دولة الا بصولة, ولا صولة الا بقوة, ولا قوة الا بثروة. وليس للدولة تجارة وصناعة, وانما ثروتها بثروة أهاليها, ولا تمكن ثروة الأهالي الا بنشر العلوم فيما بينهم حتي يتبينوا طرق الاكتساب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق