نشرت المقالة الخامسة في العدد الحادي والأربعين بعنوان: التحفة الأدبية, وهي مراجعة لكتاب التحفة الأدبية في تاريخ تمدن الممالك الأورباوية, تأليف الوزير والعالم كيزو والذي ترجمه الي العربية الخواجا حنين نعمة الله خوري والمطبوع في الاسكندرية في مطبعة الأهرام سنة.1877 بدأ الامام مراجعته بقوله إن اللغة العربية الجميلة قد سلبت من الحلي والزينة, وبدأ أمرها بعد التمام في النقصان, وسلبت تلك اللغة الشريفة من ما كان لها من الحلي والزينة, وأمست للصغار والابتذال رهينة. حدث ذلك في الوقت أن الأمم الأخري تقدمت واكتسبت المزايا التي كانت لتلك الأمة, فتقدمت, وعمها الرخاء. ثم بدأ في الشرح والتعليق والنقد للكتاب ولخصه بقوله: جمع فيه كيزو من نتائج السياسات, ما تحار فيه ألباب أرباب الرياسات, حقيق بأن يسمي سبيل النجاه, ومادة الحياه.
اختتم السيد محمد رشيد رضا مقالات الامام المنشورة بالأهرام بتعليقه: هذا آخر ما رأينا للأستاذ الامام من المقالات في السنة الأولي من جريدة الأهرام وكان لا يزال مجاورا في الأزهر لم يصر مدرسا رسميا وهي تدل علي أنه أوتي من كمال العقل وسداد الرأي في بدايته مالا يزال كبار علمائنا وعظماء رجالنا قاصرين عن ادراكه, ولو عمل أهل هذه البلاد بارشاده منذ أن تصدي للاصلاح ونشر آرائه في الصحف لكانت مصر الآن من أعظم الأمم علما وحضارة واستقلالا وقوة.. وقد صرح هو بأنه لا يرجو أن يعيش الي أن يري ثمرة عمله, وأنه ليس الا معدا وممهدا لمصلح يأتي من بعده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق