دور المعلم الواعي في
حياة العظماء
كان
الإمام محمد عبده
في نحو الخامسة عشرة
من عمره،
1864
م وقد
استمر
يتردد على
“الجامع
الأحمدي” بطنطا
قريبًا من
العام ونصف العام، إلا أنه لم يستطع أن يتجاوب مع المقررات الدراسية أو نظم
الدراسة العقيمة التي كانت تعتمد على المتون والشروح التي تخلو من التقنين البسيط
للعلوم، وتفتقد الوضوح في العرض، فقرر أن يترك الدراسة ويتجه إلى الزراعة.. ولكن
أباه أصر على تعليمه، فلما وجد من أبيه العزم على ما أراد وعدم التحول عما رسمه
له، هرب إلى بلدة كنيسة أورين بشبراخيت فيها
بعض أخوال أبيه.
وهناك
التقى
بالشيخ الصوفي “درويش خضر”- خال أبيه- الذي كان له أكبر الأثر في تغيير مجرى
حياته.
وكان
الشيخ درويش متأثرًا بتعاليم السنوسية في الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الخالص في بساطته
الأولى، وتنقيته مما شابه من بدع وخرافات.
واستطاع
الشيخ “درويش” أن يعيد الثقة إلى محمد عبده، بعد أن شرح له بأسلوب لطيف ما استعصى
عليه من تلك المتون المغلقة، فأزال طلاسم وتعقيدات تلك المتون القديمة، وقرّبها
إلى عقله بسهولة ويسر.
وعاد
محمد عبده إلى الجامع الأحمدي، وقد أصبح أكثر ثقة بنفسه، وأكثر فهمًا للدروس التي
يتلقاها هناك، بل لقد صار “محمد عبده” شيخًا ومعلمًا لزملائه يشرح لهم ما غمض
عليهم قبل موعد شرح الأستاذ.
وهكذا
تهيأ له أن يسير بخطى ثابتة على طريق العلم والمعرفة بعد أن عادت إليه ثقته بنفسه.
هكذا ظهر دور الشيخ في
حياة الإمام محمد عبده
وهكذا يجب أن يكون دور
كل معلم في حياة طلابه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق